Posted by Bassel on Jan 23, 2013 in البلاد, بوليفيا | 0 comments
بالرغم من استمتاعنا بالمدن التي قمنا بزيارتها في بوليفيا ولكن تبقى روريناباكي احبهم الى قلبنا. ٣ اسابيع قمنا بقضائها في هذه المدينة الصغيرة في أحضان الأمازون ويطلق عليها العامة اسم زوزي بعد رحلتنا الى محمية سخاما الطبيعية ويومين آخرين في لاباز مما هيء لنا بسبب جوها الاستوائي فرصة لمداواة شفاهنا الممزقة من جراء البرد في سخاما.
نعود الى دليل أحراش الأمازون.
مباشرة بعد وصولنا الى روريناباكي قمنا بحجز رحلة الى احراش الأمازون وذلك لان أصدقائنا ديفيد وبرين من رحلتنا في سخاما يتوجب عليهم السفر الى لاباز خلال ايام قليلة.
في البداية انقسمنان الى مجموعتين لتفقد الشركات المختلفة والاستماع الى برامجها وتكاليف الرحلات وبدايتنا كانت مع شركات لرحلات الى غابات الأمازون وليس الأحراش، وقد كانت هذه الرحلات مكلفة بالنسبة لنا كمجموعة حيث تبلغ التكلفة حوالي ١٠٠٠ دولار لرحلة ٣ ايام لشخصين (اسعار ٢٠١٢).
لذلك قررنا في اليوم التالي التحقق من رحلات الأحراش حيث وجدنا احد الشركات والتي قدمت عرضاً مخفضاً حيث اننا في الموسم المطير وعدد السياح اقل وكانت التكلفة ٧٢ دولار للشخص في رحلة لمدة ٣ ايام شاملة كل الوجبات باستثناء تذكرة المحمية والتي تتكلف ٢٠ دولار للشخص واسم الشركة هو فليتشا تورز.
لم نقم بالتحقق من شركات اخرى ولكن يبدو ان جميع الشركات تقوم بنفس البرنامج والسعر هو المقياس. بالنسبة للشركة عند الاختيار يجب السؤال عن الآتي، نوع المواصلات وحالتها، نوع السكن، المرشد او الدليل، نوعية الطعام وهي كما ترى امور صعبة المعرفة لذلك هناك نوع من المخاطرة. !
التجمع امام الشركة الساعة ٨:٣٠ صباحاً والمجموعة كانت عبارة عن ٣ من فرنسا و٣ من امريكا من ضمنهم أصدقائنا ديفيد وبرين وبهذا يكون الاجمالي ٨ أشخاص داخل السيارة. الرحلة مدتها ٣ ساعات للوصول الى المحمية قرب مدينة سانتا روزا على طريق غير ممهد مليء بالمطبات الطبيعية والحفر. عند الوصول الى سانتا روزا كان التوقف لتناول الغداء وهو من ضمن برنامج الرحلة (كمية الطعام كانت قليلة وبالكاد تكفي ثمانية أشخاص مما اضرنا للبحث عن متجر قريب وهو ما لم يكن متوافراً).
بعد الغداء مباشرة قمنا باخذ السيارة في رحلة قصيرة استغرقت ١٥ دقيقة الى المحمية حيث قمنا بدفع ثمن تذكرة الدخول وهو ما لم يكن من ضمن مصاريف الرحلة كما أخبرتنا شركة السياحة.
منها توجهنا لنستقل القارب في رحلة استغرقت ٣ ساعات قام الدليل خلالها بالتوقف لرؤية الكثير من الحيوانات لم نرها من قبل وذلك قبل ان نتوجه الى محل الاقامة حيث سنبيت ليلتنا. مع الاسف القارب لم يكن مغطى او يحوي اي نوع من الحماية من الشمس والتي كانت قوية.
عند الخامسة وصلنا المخيم حيث اخذنا غرفتنا الخاصة والتي طلبناها من الشركة قبل بدء الرحلة، المعتاد هو نوم كل مجموعة مع بعض في غرف مختلطة. بعد هذا قاموا بتقديم العصائر والفشار وذلك كوجبة خفيفة قبل العشاء.
المخيم بسيط وليس فندق ٥ نجوم ولا ندري كيف الحال في المخيمات الاخرى حيث لم نتفقد الشركات الاخرى، الغرف اقل من العادي وكذلك الحمامات المشتركة حيث لا تحتوي الغرف على حمامات خاصة.
بعد ١٥ دقيقة من وصولنا قام المرشد بأخذنا في رحلة قصيرة لنشاهد غروب الشمس وهو ايضاً جزء من البرنامج حيث وصلنا الى منطقة تجمع لجميع الافراد من الشركات الاخرى ايضاً حيث يمكنك تناول مشروب (على نفقتك) او لعب كرة القدم او الجلوس مستمتعاً بالمنظر. في هذه الأثناء يقوم الناموس ايضاً بالاستمتاع بشرب دمنا حتى موعد الغروب حينها ياتي دور اليعاسيب لتتغذى على الناموس وهنا يكون المشهد رائعاً.
بعد مشاهدة الغروب ومحاربة الناموس يحين موعد العودة الى المخيم وتناول العشاء.
لا ننكر اننا كنا ذو حظ عظيم لكون الدليل او المرشد المعين لنا هو افضلهم على الاطلاق، فالبرغم ان جاكي الدليل لم يكن يتكلم الانجليزية ولكنه جعل من رحلتنا تجربة لا تنسى، فهو يقوم بالتوقف عند اي حيوان نشاهده لنقوم بأخذ الصور (الكثير من الادله الاخرين لا يفعلون ذلك كما اخبرنا مسافرين آخرين لنفس الشركة او من شركات اخرى). ويقوم جاكي بإخبارنا بأسماء الحيوانات وتصرفاتها ولا يفوت اي جزء من الرحلة.
كل مخاوفنا التي كانت لدينا بعد وجبة الغداء الفقيرة تلاشت مع موعد العشاء، فلقد تناولنا وجبة عشاء ممتازة تلاها تقديم الحلوى وهو ما استمر في باقي الايام وباقي الوجبات من افطار وغداء وعشاء. الوجبات كاملة وبكميات تكفي الجميع ولحسن الحظ أيضاً تحتوي على الكثير من الخضار وهو امر نادر في بوليفيا حيث اللحوم هي الأساس دوماً.
بعد وجبة العشاء تم الاستعداد للرحلة المسائية وذلك لمشاهدة التماسيح، وبعد ذلك كانت رحلة العودة في ١٠ مساءاً حيث ذهبنا للنوم مباشرة فمن المفترض الاسيقاظ في ٥ صباحاً للذهاب لرؤية شروق الشمس.
قمنا بضبط المنبه على الساعة ٥ صباحاً ولسبب ما وجدنا من يوقظنا في الساعة ٥:٣٠ صباحاً حيث اننا كما يبدو قد اطفأنا المنبه ونحن نيام وبهذا فقد تأخرنا عن المجموعة لتذهب بدوننا لتلحق بالشروق. وعند عودتهم اخبرنا الدليل بانه سوف يأخذنا في اليوم التالي ليعوض علينا ما فاتنا.
تناولنا الإفطار مبكراً حيث اننا اليوم في موعد للبحث عن ثعبان الاناكوندا. قام جاكي الدليل بتوزيع الأحذية البلاستيكية الكبيرة (قديمة ومليئة بالثقوب) والتي سنلبسها في رحلة البحث وحمداً لله لم نجد اي ثعبان وهو من مصلحة الثعابين فلم نكن نود ان نكون سبباً في ازعاجها او الإمساك بها. هذا الجزء من البرنامج لم يرق لنا وكان من الافضل الانتظار في المخيم ومشاهدة القرود عن الذهاب.
تتضمن رحلة البحث عن ثعابين الاناكوندا المشي لساعات في احراش واراض وعرة ومياه حشائش تغطي اطولنا. الرحلة غير سهلة لمن لم يتعود الرياضة او السير لمسافات طويلة.
بعد عودتنا من رحلة البحث عن الاناكوندا تناولنا الغداء ومن ثم انطلقنا للسباحة مع الدلافين وهي في هذه المنطقة لونها يميل للزهري وهذا الجزء من البرنامج هو اكثره متعة حيث يكثر الضحك واللعب.
بعد السباحة مع الدلافين عدنا للمخيم لتناول وجبة خفيفة قبل ان ننطلق مرة اخرى لصيد سمك البيرانا المرعب. نحن ايضاً لسنا من هواة صيد الحيوانات لذلك لم ترق لنا العملية ولكننا استمتعنا بالنزهة والمناظر الطبيعية الخلابة والحيوانات بالرغم من تساقط الأمطار علينا اكثر من مرة. قام باقي افراد المجموعة باصطياد غداءهم بعد الذهاب لخمس مواقع بحثاً عن السمك. من هنا يتضح كذب المقولة او الأسطورة عن رعب سمك البيرانا فالواقع اننا نحن من ناكل السمك وليس العكس.
بعد تناول وجبة الإفطار ذهبنا للسباحة مع الدلافين مرة اخرى وهناك وقعت حادثة صغيرة، احد افراد المجموعة الفرنسيين أصيب في قدمه بعضة دولفين! تقريباً هو اول شخص في العالم دولفين يقوم بعضه. العضة كانت غير ذي بال وكانت نتيجة لعب مع الدلافين وغير مقصودة ولكن المشهد كان قمة في الفكاهة حيث هرع الجميع للقفز والعودة الى القارب تاركين الفتى مصاباً يصرخ في النهر. فالدم في نهر يعج بالبيرانا والتماسيح وما خفي كان اعظم هو نهر لا تود الانتظار فيه! عموماً الفتى كان بخير وحان موعد العودة للمخيم لتضميد جراح الفتى نتيجة عضة الفك المفترس في احراش الأمازون (اسم مقترح للفيلم القادم).
بعد تناول الغداء كان ميعاد العودة في رحلة سريعة استغرقت ١:٣٠ فقط الى سانتا روزا ومنها وفي نفس السيارة التي أتينا بها كانت العودة والتي استغرقت دهراً نتيجة احساسنا بالتعب. بعد الوصول الى الشركة قاموا بتقديم المشروبات الغازية لنا وهو امر مشكور بعد ٣ ساعات على طريق غير ممهد ودرجات حرارة مرتفعة.
هذا كل شيء، رحلتنا الى احراش الأمازون كانت بالفعل رحلة لا تنسى وتجربة اكثر من رائعة.